الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا قد بينا أحكام الودي وصفاته في الفتوى رقم: 123793.
وقد يكون ما يخرج منك من رطوبات الفرج، وليس وديا، وأحكام رطوبات الفرج مبينة في الفتوى رقم: 110928.
وعلى كل حال؛ فحد السلس هو ألا يجد الشخص زمنًا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة، فإن كان الحدث يستغرق جميع الوقت، أو كان لا يدري لانقطاعه زمنًا معلومًا يكفي لفعل الطهارة والصلاة، بأن كان زمن الانقطاع يتقدم تارة ويتأخر أخرى، ويوجد تارة ولا يوجد أخرى، فالشخص -والحال هذه- مصاب بالسلس، وتنظر الفتوى رقم: 136434.
فإن علمت يقينًا أن خروج هذا الخارج ينقطع في زمن معين، يكفي لفعل الطهارة والصلاة، فعليك أن تنتظري حتى تصلي في هذا الوقت، ثم إن خرج الخارج بعد الصلاة، فلا تصلي حتى ينقطع خروجه مرة أخرى.
ولا ينبغي أن تشتغلي بعد الطهارة بشيء، إذا علمت أن الوقت يضيق عن فعلها دون خروج هذا الخارج.
فإذا خرج هذا الخارج، وعلمت أن خروجه يستمر حتى يخرج وقت الصلاة، فأنت -والحال هذه- مصابة بالسلس، فتصلين بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل، وهذا كله بين لا خفاء به.
غير أننا لا بد من أن ننبهك إلى خطورة الوساوس، وضرورة تجاهلها، وألا تحكمي بأنه قد خرج منك شيء أصلًا إلا أن يحصل لك اليقين الجازم الذي تحلفين عليه.
والله أعلم.