الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها بدينها، والحرص على طيب المأكل والمشرب والملبس، ونسأل الله لنا ولها الثبات والتوفيق.ولعل الحديث الذي تشير إليه هو ما رواه الطبراني في الكبير عن كعب بن عجرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت، كل لحم ودم نبتا من سحت فالنار أولى بهما. وفي رواية له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ومن أكل درهم ربًا فهو ثلاث وثلاثون زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به. وكونك تربيت من مال أبويك الحرام -وأنت مستقيمة - أمر لا يضرك ولا يحلقك به إثم؛ لأنك غير راضية به، وليس هو من كسبك، والله تعالى يقول: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى[الأنعام:164].ومادمت قد كبرت وأدركت الحقائق فعليك أن تتابعي النصح لوالديك برفق ولين، مع وجوب الطاعة لهما في غير معصية الله، وعن هذا الموضوع نحيلك إلى الفتوى رقم: 2674. وعليك أن تبحثي عن مصدر رزق حلال إذا كان مال والديك كله حرامًا. أما إذا كان مختلطًا بالحرام أو لم تجدي مصدرًا للرزق غيره فيجوز لك أن تأكلي منه، وخاصة أنك لا تستطيعين الاعتماد على نفسك. وفي هذه الحالة فإن ذلك لا يؤثر على طاعتك وأعمالك الصالحة.والله أعلم.