الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل، فلا يجوز لك أن تطيعي زوجك في رؤية المحرمات أو سماعها، أو حضور المنكرات، وهذا أمر لا إشكال فيه، ولكن إن أجبرك زوجك على شيء من ذلك بحيث تخشين ضررا حقيقيا إن خالفت أمره، فلا إثم عليك في الجلوس معه وهو يشاهد التلفاز ونحو ذلك، على أن تغضي بصرك، وتتشاغلي عن سماع اللغو، وانظري الفتوى رقم: 208636.
وأما اعتبار ثواب ذكر الله تعالى في هذه الحال كالعبادة في الهرج، أو اعتباره من أرجى الأعمال التي يتوسل بها إلى الله تعالى في الشدة، فهذا محل نظر واحتمال، لا يمكننا الجزم بنفيه ولا إثباته، ولكن نرجو الخير والثواب العظيم لمن ترك ما يشتهي، خوفا من الله ورجاءَ ثوابه، وآثر ما يرضيه واشتغل به عما يسخطه، مع ميله إليه ورغبته فيه، وقد روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن مجاهد قال: كُتب إلى عمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل، أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها؟ فكتب عمر رضي الله عنه: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم.
وحسبنا في ذلك قول الله تعالى: وأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات: 40ـ 41}.
وأخيرا نبشر الأخت السائلة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد، وصححه الألباني.
والله أعلم.