الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يذهب عنك الهم، ويفرج الكرب، وييسر الأمر، ويصلح لك الزوج، ومن أولى ما نوصيك به الصبر، وكثرة الدعاء بأن يلهم الله تعالى زوجك رشده وصوابه، ويتوب عليه، ويهديه صراطه المستقيم، فهو سبحانه قريب مجيب، وهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
واحرصي أيضًا على بذل النصح لزوجك بالحكمة، والموعظة الحسنة، ولا بأس بأن يقوم بذلك غيرك ممن يرجى تأثيره عليه، هذا أولًا.
ثانيًا: لا يجوز للزوجة منع زوجها منها ما دامت لا تتضرر بما يريده منها مما شرعه الله له، هذا هو الأصل، لكن ذهب بعض أهل العلم إلى أن الزوج إذا كان ظالمًا لزوجته جاز لها أن تمنعه حقه في الفراش، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 129984.
ولكن هذا قد لا يكون الأصلح للمرأة؛ لكونه يزيد الأمر شقاقًا، فلتتريث فيه، ولا تعجل إليه.
ثالثًا: التهاجر على الوجه الذي ذكرت لا يجوز، وانظري الفتوى رقم: 116407.
رابعًا: أن الأصل أن لا تخرج المرأة بغير إذن زوجها إلا لعذر شرعي، ومن ذلك إن لم ينفق عليها فلها الخروج للعمل بغير إذنه، كما بيناه في الفتوى رقم: 339802.
ويجب عليها مراعاة الضوابط الشرعية من الحجاب، والحشمة، وعدم مخالطة الرجال، والخلوة بهم، ونحو ذلك.
خامسًا: ليس للرجل منع أولاده من الزواج، ولا تجب عليهم طاعته في ذلك؛ لأن الطاعة إنما تجب في المعروف، وليس هذا من المعروف في شيء، وتراجع الفتوى رقم: 76303، ففيها ضوابط طاعة الوالدين.
سادسًا: غضب الله عز وجل على الشخص، أو عدم قبوله لعمله من أمور الغيب، فلا يعلمها إلا الله تعالى.
وعلى المسلم أن يحرص على تجنب ما قد يكون سببًا في غضب الله عليه، أو ما يمنع قبول العمل.
والله أعلم.