الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يؤتيك من لدنه رحمة، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا.
وأما ما سألت عنه، فجوابه أن من شروط صحة توبتك من ذلك الحق رده، والتحلل منه، وبما أن الوالد قد مات كما ذكرت، فيدفع الحق للورثة، ويوزع حسب الأنصباء، لكل وارث منه نصيبه المقدر شرعًا، قال النووي -رحمه الله-:... ويردّ أموال الناس إن بقيت، ويغرم بدلها إن لم تبق، أو يستحل المستحق فيبرئه، فإن مات سلّمه إلى وارثه.
وإذا كنت لا تملك المال الآن، فيمكنك أن تطلب من الورثة أن يبرئوك منه، ويسامحوك فيه، فإن فعلوا وكانوا راشدين بالغين، فإن ذمتك تبرأ بذلك، فإن لم يرضوا وطالبوا بالحق، فعليك دفعه، ولو على أقساط حسب استطاعتك، مع العزم على الوفاء به متى ما تيسر، وانظر الفتوى رقم: 180237.
والله أعلم.