الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك مما كنت فيه من الضياع، والواجب عليك أن تصدق في توبتك ابتغاء وجه الله تعالى، وأن يكون الحامل لك عليها هو رجاء ثواب الله، والخوف من عقابه، واجعلها توبة نصوحا صادقة، تقلع بها عن جميع المعاصي، وتعود بها إلى ربك تعالى، عالما أن السعادة كلها والفلاح كله هو في القرب منه، وابتغاء مرضاته سبحانه، وأن أحدا لن ينال الحياة الطيبة إلا في جواره تبارك وتعالى، كما قال جل اسمه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
هذا، والواجب عليك أن تقضي الأيام التي كنت تتعمد فطرها في رمضان، وعليك كذلك -عند الجمهور- أن تقضي الصلوات الفائتة المتروكة عمدا، وفي المسألة خلاف، بيناه في الفتوى رقم: 128781، وحيث أردت القضاء، فكيفيته مبينة في الفتوى رقم: 70806.
وأما هذه الوساوس التي تسأل عنها، فعلاجها هو تجاهلها والإعراض عنها، وعدم المبالاة بها والالتفات إليها.
ويمكنك مراجعة طبيب نفسي ثقة، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، واجتهد في دعاء الله تعالى أن يصرف عنك ما تكره؛ فإن الدعاء من أعظم الأسلحة وأنفعها في حصول المطلوب، واندفاع المرهوب، وأكثر من ذكر الله تعالى، وعلق قلبك به، وتوكل عليه سبحانه، وفوض أمورك كلها إليه سبحانه، وأحسن ظنك به؛ فإنه عند ظن عبده به، نسأل الله أن يصرف عنك ما تكره من السوء.
والله أعلم.