الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا في البدء ندعوك إلى التوبة مما حدث منك مع هذه الفتاة من مخالفات شرعية، والتساهل في العلاقات العاطفية مع المرأة الأجنبية هو الذي يجر إلى مثل هذه الفتن، ويكون سببا في الفساد والإفساد، ولذلك جاء الإسلام بإبطال هذه العادة القبيحة التي كانت في الجاهلية، وهي اتخاذ الخليلات، قال تعالى: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ{النساء:25}.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 4220، ورقم: 30003.
والعبرة بما عليه هذه الفتاة الآن لا بماضيها، فإن تابت إلى الله واستقامت وصلح حالها، فاقدم على خطبتها والزواج منها، وقد أحسنت في قيامك بالاستخارة، فهي من أدب الإسلام الرفيع، وفيها تفويض الأمر لله تعالى؛ لكونه علام الغيوب، وهو أدرى بمآلات الأمور، وهو الخبير، وعلمه محيط بكل شيء، قال تعالى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحج:70}.
ونتيجة الاستخارة في التوفيق في المضي في الأمر من عدمه، كما بينا في الفتوى رقم: 123457.
وأما ما حكاه هذا الرجل عن ماضيها، فلا تلتفت إليه، والأصل سلامتها مما قاله عنها حتى يتبين أن الأمر على خلاف ذلك.
ثم إن المسلم مطالب بالستر على أخيه المسلم، وخاصة إن كان ذلك في أمر قد تاب منه، وانظر الفتوى رقم: 119110، ورقم: 60751. ومن هذه الفتوى الأخيرة، تعلم أنها أخطأت أيضا بإخبارها إياك عن ماضيها.
والله أعلم.