الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الهواجس تعالج بحمل النفس على الخشوع في الصلاة، وشغل القلب بتدبر ما يقرأ المصلي، أو إمامه من القرآن، والأذكار والأدعية، فالجأ إلى الله تعالى بالدعاء، والتضرع، والاستعاذة بالله عز وجل كل ما جاءتك تلك الهواجس، وفي صحيح مسلم عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له: خنزب؛ فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثًا، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.
وأما عن موضوع الحلاقة: فإذا كان المراد قص جوانب شعر الرأس وتخفيفها، فلا مانع منه؛ لأنه لا يدخل في القزع؛ إذ الكراهة مخصوصة بالحلق، كما سبق بيانه في الفتويين: 24367، 72728.
أما حلق بعض شعر الرأس وترك البعض الآخر، فإنه مكروه؛ لأنه من القزع المنهي عنه، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال النووي: أجمعوا على كراهيته إذا كان في مواضع متفرقة، إلا للمداواة، أو نحوها، وهي كراهة تنزيه... انتهى.
وفي كشاف القناع ممزوجًا بمتن الإقناع: (ويكره القزع، وهو حلق بعض) شعر (الرأس) (وترك بعضه) لقول ابن عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع، وقال: احلقه كله، أو دعه كله. رواه أبو داود، فيدخل في القزع حلق مواضع من جوانب رأسه وترك الباقي، مأخوذ من قزع السحاب، وهو تقطعه، وأن يحلق وسطه ويترك جوانبه، كما تفعله شمامسة النصارى، وحلق جوانبه وترك وسطه، كما يفعله كثير من السفلة، وأن يحلق مقدمه، ويترك مؤخره. انتهى.
والله أعلم.