الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن ذلك مزية للحسن على الحسين -رضي الله عنهما جميعًا- ويدل على ذلك سياق الحديث، فعن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام، فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، وقال: هذا مني، وحسين من علي. رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.
وأما معناه، فقال المناوي في فيض القدير: قال الديلمي: معناه أن الحسن يشبهني، والحسين يشبه عليًّا. اهـ.
وكان الغالب على الحسن الحلم، والإنابة، وعلى الحسين الجراءة، وشدة البأس، كعلي، فالشبه معنوي، وقيل: صوري. اهـ.
وذكر نحو ذلك الصنعاني في التنوير، والعَزِيزي في السراج المنير، والعظيم آبادي في عون المعبود.
على أن إسناد الحديث فيه كلام، فقد قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: فيه نكارة لفظًا، ومعنى. اهـ.
وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود: في إسناده: بقية بن الوليد، وفيه مقال. اهـ.
وضعفه الأرنؤوط في تحقيق مسند أحمد.
وقواه غيرهم؛ فقال المناوي: قال الحافظ العراقي: وسنده جيد. وقال غيره: فيه بقية صدوق، لكن له مناكير وغرائب وعجائب. اهـ.
والحديث حسنه الألباني.
ومما يدل على أن الحسن -رضي الله عنه- كان أقرب شبهًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، منه لعلي -رضي الله عنه- ما رواه عقبة بن الحارث، قال: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَحَمَلَ الحَسَنَ، وَهُوَ يَقُولُ: «بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ» وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ. رواه البخاري.
وعن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي. رواه البخاري أيضًا.
والله أعلم.