الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فإن غلب على الظن أن ذلك القسيس سيستخدم أرفف المكتبة في حمل الكتب المشتملة على الكفر، فإنه لا تجوز إعانته لا بتصميمِ ولا بتصنيعِ تلك المكتبة؛ لما في ذلك من الإعانة على المنكر، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.
وغلبة الظن تنزل منزلة اليقين عند أهل العلم، قال ابن عابدين الحنفي في حاشيته: غَلَبَةَ الظَّنِّ بِمَنْزِلَةِ الْيَقِينِ، فَإِذَا تَحَرَّى وَغَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ شَيْءٌ لَزِمَهُ الْأَخْذُ بِهِ.. اهـ.
وفي كشاف القناع من كتب الحنابلة: وَغَلَبَةُ الظَّنِّ كَالْيَقِينِ فِي أَكْثَرِ الْأَحْكَامِ.. اهـ.
وفي المبسوط للسرخسي: أَكْبَر الرَّأْي فِيمَا لَا تُعْلَمُ حَقِيقَتُهُ كَالْيَقِينِ. اهـ.
والله أعلم.