الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكل ما ذكرته أخي السائل تعتبر آثارا موقوفة، وليست أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأما الأثر الأول أثر أبي مجلز -وهو تابعي، واسمه لاحق بن حميد- " من خاف من أمير ظلما ... إلخ " فهذا أثر موقوف على أبي مجلز، وهو من التابعين، وقد صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، حيث قال: صحيح موقوف.
والأثر الثاني أثر علقمة بن مرثد، لم نجد من تكلم أو حكم على إسناده.
ويُغني عن هذين الأثرين ما رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني موقوفا عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قال: إِذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ أَوْ ظُلْمَهُ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَأَحْزَابِهِ مِنْ خَلَائِقِكَ، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. اهـ، وبوب عليه البخاري بابا فقال: بَابُ إِذَا خَافَ السُّلْطَانَ.
فهذا الدعاء موقوف عن صحابي، والأثران اللذان ذكرتَهما أخي السائل موقوفان عن تابعيين.
والأثر الثالث كذلك لم نجد من تكلم على إسناده، ولفظُهُ قريب من دعاء الكرب الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري ومسلم كلاهما عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.
والرابع لم نجد كلاما لأهل العلم في الحكم على إسناده، وهذه الآثار التي ذكرتها هي -كما ذكرنا- ليست مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بأس بالدعاء بها؛ لأنها من جملة الدعاء، وإن كان الوارد المرفوع أولى منها بالدعاء به.
والله تعالى أعلم.