الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهون عليك ـ أيها الأخ الكريم ـ ولا تحمل الأمور ما لا تحتمل، فالأمر أيسر من ذلك بكثير ـ والحمد لله ـ ورحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء، وأنت غير آثم أصلا بما وقع، فإن النوم ليس فيه تفريط، والنائم مرفوع عنه القلم، وقد نام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى فاتتهم صلاة الصبح، ولم يفعلوا شيئا مما فعلته، وهم الأتقى لله والأورع، فكل ما تفعله إنما هو من كيد الشيطان لك، ومن مكره بك، ومن الغلو الذي أوقعك فيه بعدم قدرك الأمور قدرها، وإنزالها منزلها الذي أنزلها الله عز وجل، وهبك أذنبت وأخطأت فكان ماذا؟ إن رحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء، وليس ثم ما يستدعي كل ما تفعله بنفسك.
فنصيحتنا لك هي أن تترك هذه الأفعال المنكرة التي تفعلها من ترك مخالطة الناس، وترك الإمامة في الصلاة، ومن اليأس والقنوط الذي استبد بك، فكل هذا من أحابيل الشيطان التي يصيدك بها، وعش حياتك بصورة طبيعية عالما أن الله لن يضيع أجرك، ولن يذهب ثواب عملك، ولن يؤاخذك بما لست مفرطا فيه.
واعلم أن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فإياك والغلو والتنطع، فإن الشيطان لا يبالي في أي أودية الشر هلك ابن آدم، واحمد الله على ما أكرمنا به من هذا الدين الحنيف الذي رفع عنا فيه الآصار والأغلال، واترك هذه الوساوس والتنطعات المهلكة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه هلك المتنطعون.
نسأل الله أن يهديك لمراشد أمرك ويبصرك ويسددك.
والله أعلم.