الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: ينبغي أن تحذر من الوسوسة، فإنها داء وشر، إذا تمكن من الإنسان أدخل عليه الهمّ، وأورثه الشك، وثقّل عليه العبادة، فاحذر من ذلك، وما تجده من التعب لأجل كثرة المسح, والمبالغة فيه إنما هو نتيجة للاسترسال مع الوسوسة، وتكليف نفسك بما لم تُكلف به شرعًا, فأعرض عن هذا الأمر, وأكثر من الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم.
ولا يلزمك التفتيش عن النجاسة, ولا المسح بالمنديل قبل كل صلاة إن لم تتيقن من خروج شيء, فإن الأصل عدم خروجه، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين, ففي فتاوى لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين:
إذا انتهيت من الوضوء، واتجهت إلى الصلاة أحس بخروج قطرة من البول من الذكر، فماذا عليَّ؟
فأجاب: الذي ينبغي أن يُتلهى عن هذ،ا ويُعرض عنه، كما أمر بذلك أئمة المسلمين، ولا يلتفت إليه، ولا يذهب ينظر في ذكره، هل خرج أو لا؟ وهو -بإذن الله- إذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتركه يزول عنه، أما إذا تيقن يقينًا مثل الشمس، فلا بد أن يغسل ما أصابه البول، وأن يعيد الوضوء. انتهى
ثم إذا تحققت من خروج بعض البراز, ولو قليلًا, فقد وجب عليك الاستنجاء منه, ويبطل وضوؤك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 223213.
أما إن كنت تشك في خروج شيء, فلا تلتفت لهذا الشك, ووضوؤك صحيح, فلا يبطل إلا بيقين, كما تقدم في الفتوى رقم : 176261.
والله أعلم.