الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكل شيء من الرزق، والأجل، والشقاوة والسعادة مقدر أزلًا، ولكن الله قد قدر ذلك كله بأسباب، وخلق للعبد مشيئة واختيارًا، فبمشيئته وإرادته تقع أفعاله، وليس هو مجبرًا على شيء، وإنما هو ميسر لما خلق له، هذا خلاصة ما يعتقده أهل السنة في مسألة القدر.
وأما فيما يتعلق بما ذكرته، فنصيحتنا لك هي أن تحسن ظنك بربك تبارك وتعالى، وتجتهد في دعائه، واللجأ إليه، وتتقرب إليه بما أمكنك من القربات، وصنوف الطاعات، فإنه ما نال أحد ما عند الله بمثل طاعته، وتقوى الله تعالى من أعظم أسباب تيسير الأمور، وحصول الرزق، وجلب السعادة والطمأنينة في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}
فاتق الله تعالى، واجتهد في طاعته، وتوكل عليه سبحانه في جلب ما ينفعك، ودفع ما يضرك؛ عالمًا أن الخير كله بيديه سبحانه، وأنه أرحم بك من أمك التي ولدتك، وأنه ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واجتهد في الأخذ بالأسباب من الجدّ في البحث عن عمل، وبذل طاقتك في إتقان هذا العمل، وأدائه على وجهه، وأبعد عنك الحزن والاكتئاب بالرضا بما يقدره الله ويقضيه، وبدوام ذكره ودعائه سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن ييسر أمرك، ويقدر لك الخير حيث كان.
وننصحك كذلك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.