الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خروج المني بسبب الاستمناء في نهار رمضان، مفسد للصوم، وخروج المني موجب للغسل كذلك، والأصل عدم المرض. فما دام هذا المني يخرج بشهوة، وإن كانت متقدمة على خروجه؛ فإنه موجب للغسل.
والذي يتبين من سؤالك أن خروج المني كان يتأخر مدة عن الاستمناء، ولا يمنع هذا كون الخارج منيا، ومن ثم فكان يجب عليك الغسل لخروجه، فإن لم تفعل جاهلا بوجوب الغسل، ففي صحة صلاتك ووجوب إعادة ما أديته من فروض والحال هذه، خلاف بيناه في الفتوى رقم: 125226.
وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو مذي أو ودي؟ فإنك تتخير، فتجعل له حكم ما شئت، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 64005.
وإذا لم تشك في كونه منيا، فقد ترتب عليه ما ذكرنا من الأحكام.
وأما فساد الصوم: فإن كنت عالما بكون الاستمناء مفسدا للصوم؛ فإن صومك يفسد بخروج المني والحال هذه، وأما إن كنت تجهل الحكم، فلا يفسد صومك، وانظر الفتوى رقم: 79032، وحيث حكم بفساد صومك، وبطلان صلاتك، فإن كيفية القضاء مبينة في الفتوى رقم: 70806؛ فانظرها.
وأما الاستمناء، فإنه محرم، قلَّ فعله أو كثر، ولا يباح بالصفة المذكورة في السؤال، فالواجب عليك التوبة إلى الله من هذا الفعل المنكر، وألا تعود إليه أبدا، مستعينا على ذلك بالاجتهاد في الدعاء، وبمصاحبة الصالحين، والإكثار من ذكر الله تعالى، والإكثار من الصيام، والبعد عن أسباب مواقعة هذا المنكر.
والله أعلم.