كيف تصون إيمانك في الجامعة
19-8-2003 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب كنت على درجة عالية من التدين قبل أن التحق بالجامعة، وكنت أحفظ البقرة وأغض البصر وكنت متفوقا في دراستي، وبعد أن التحقت بالجامعة أصبحت لا أشعر بحلاوة الإيمان، ونسيت القرآن ومازلت أحافظ على الصلوات حتى الفجر دون خشوع، ورسبت في الجامعة.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. ثم إن بعض الطلبة إذا التحقوا بالجامعات يطلقون العنان لأبصارهم إلى الطالبات الجامعيات، ولجوارحهم إلى سائر المحرمات، ويتركون الأذكار وتلاوة القرآن بالكلية، فتقسو قلوبهم، فلم يعودوا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، على ما أُشْربوا من الهوى. فإذا وصلوا تلك المرحلة ذهبت عنهم حلاوة الإيمان والخشوع في الصلوات، ونسوا كل شيء.
وحلاوة الإيمان ولذته تحصلان بالعلم بالله وأسمائه وصفاته، والعلم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبسيرته وبشمائله وعبادته. فعليك إذا كنت تريد تحصيل حلاوة الإيمان أن: تطيع الله، وتبتعد عن كل ما يسبب سخطه، وترضى به ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، وتحب لله، وتبغض لله، فتحب أولياءه، وتبغض أعداءه.
روى الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد ، من حديث أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثَلاَثٌ مَنْ كُنّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبّ إِلَيْهِ مِمّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبّهُ إِلاّ لله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُود فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكَرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النّارِ.
وعن ابن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا وَ باْلإِسْلاَمِ دِيناً وبِمُحَمّدٍ رَسُولاً. أخرجه مسلم والترمذي وأحمد.
ثم عليك بتلاوة القرآن، فإنه جلاء للقلوب، وقد أخرج ابن أبي داود من طريق العالية ، مرفوعًا: كنا نعد من أعظم الذنوب أن يعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه.
وروى الشيخان وأحمد ، من حديث أبي موسى رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تَعَاهَدُوا هَذَا القُرآنَ، فَوَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإِبِلِ في عُقُلها.
فإذا حافظت على كل هذا وعلى أداء الصلوات في الجماعة فعسى أن تجد عناية من الله تعيد إليك ما كنت عليه من التدين، فتحظى بحلاوة الإيمان، وتخشع في صلاتك، وتحفظ ما ييسره الله لك من القرآن، ثم تنجح في الجامعة، فإن كل ذلك بيد الله، ولا شك أن طاعته أولى بتحصيل عنايته ولطفه من معصيته.
والله أعلم.