الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت، فأنت مأجور -إن شاء الله- وإن كانت أمك تأتي السحرة فهذا ذنب عظيم، ولكن مجرد هذا الفعل لا يعتبر شركا، ولا يخرجها من ملة الإسلام. ولمعرفة متى يكون إتيانهم كفرا مخرجا من الإسلام، راجع الفتوى رقم: 178191.
ومن أعظم ما يكون فيه برك بأمك وإحسانك إليها، السعي في إصلاحها، بالدعاء لها أولا، ثم الاستعانة عليها ببعض الفضلاء ممن ترجو أن تستجيب لنصحهم.
وعليك أيضا بالاستمرار في نصح أمك وأختك فيما يتعلق بخروجها مع هذا الرجل الأجنبي، وأن ذلك لا يصح حتى يعقد له عليها.
ومن الخطأ مقاطعتهما لك لقيامك بنصحهما، فاصبر عليهما، واحرص على صلتهما وإن قطعتاك، ففي ذلك فضل عظيم، ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».
والله أعلم.