الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكثيرا ما حذرناك من الوساوس ومن الاسترسال معها، وبينا لك خطر ذلك، وأنه يفضي بك إلى شر عظيم، ولك أن تترخص برخص المذاهب الأخرى سوى الشافعي، وليس في هذا حرج ما دمت موسوسا كما هو معلوم من حالك، وانظر الفتوى رقم: 181305.
فإذا أردت الصلاة، فاستحضر نية الصلاة المعينة ظهرا كانت أو عصرا، ويكفيك هذا، بل من العلماء من يرى أنه يكفي نية فريضة الوقت، ولا يشترط تعيين الصلاة المعينة، وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ويكفيك أن تكون النية قبل الصلاة بزمن يسير عرفا، بل من العلماء من قال إنه يجزئ النية ولو طال الزمن بينها وبين فعل الصلاة ما لم يفسخها، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وانظر الفتوى رقم: 132505.
فدع عنك الوساوس، فإنه لا معنى لها في هذا الباب، فأمر النية يسير بحمد الله، وأخذك ببعض ما ذكرنا من الأقوال ليس من التلفيق المذموم.
والله أعلم.