الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يسمى بالعادة السرية -وهي الاستمناء- أمر محرم، وتترتب عليه كثير من الأضرار الدنيوية والأخروية، كما سبق وأن أوضحناه في الفتوى رقم: 7170.
وما ذكرت من التفريط في أمر الصلاة، وشعورك بعدم التركيز وكثرة النسيان، خير دليل على عظيم ضررها.
وقد أحسنت بندمك على ما سبق منك من ممارستها وإقلاعك عنها، وبقي أن تعزم على عدم العودة إليها مستقبلا؛ لتكتمل شروط التوبة التي ضمناها الفتوى رقم: 5450.
وفي المقابل قد أسأت حين أخبرت أباك بممارستك لها، وحاجتك لتوجيهه ونصحه لا تقتضي أن تخبره بتفاصيل ما فعلت، إذ كان يمكنك إخباره بذلك إجمالا، وانظر الفتوى رقم: 219874.
ونرجو أن تزول آثار هذه المعصية بالتوبة منها. ونرشدك إلى أمر مهم وهو أن تكون على حذر من أن تقع أسيرًا لأوهام وخواطر سيئة بسبب الخوف من آثارها مستقبلا، بل أحسن الظن بربك، وامض في حياتك واثقا، ومتوكلا على الله، ومتضرعا إليه بنحو ما رواه أبو داود عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسى طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت». وكذلك ما تضمن من الأدعية من سؤال العافية ونحوه، ومن ذلك ما رواه أبو داود وابن ماجة عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي، وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».
والله أعلم.