الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك، وننصحك بالمبادرة إلى التوبة النصوح، والحفاظ على صلواتك، وعدم التفريط فيها؛ فإن ترك الصلاة إثم عظيم، وجرم جسيم، أعظم من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وانظر الفتوى رقم: 130853.
وفي وجوب قضاء ما تركته عمدًا من الصلوات خلاف مشهور، بيناه في الفتوى رقم: 128781.
وإذا كان القول بلزوم القضاء حائلًا بينك وبين التوبة، فلك أن تقلد من يفتي بعدم لزوم القضاء، مع الاجتهاد في التقرب إلى الله تعالى بفعل النوافل.
وأما الأحوط للدين، فهو -بلا شك- قضاء تلك الصلوات، ولبيان كيفية القضاء، تنظر الفتوى رقم: 70806، ويسعك الأخذ بقول المالكية حيث أردت القضاء، فتقضي صلاة يومين مع كل يوم.
وأما الصيام: فعليك أن تقضي جميع ما أفطرته من أيام، فإن جهلت عددها، فإنك تتحرى، فتقضي ما يحصل لك به اليقين، أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، ولا كفارة عليك؛ لأن الكفارة لا تجب إلا في الفطر بالجماع، كما هو مبين في الفتوى رقم: 111609.
وعليك أن تجتهد في طاعة الله تعالى، وتكثر من فعل الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، واصحب الصالحين، واحضر دروس العلم، وحلق الذكر، وأكثر من الدعاء، والابتهال إلى الله تعالى، والتضرع إليه بأن يمن عليك بالتوبة النصوح.
واعلم أنك إذا تبت توبة نصوحًا، فإن توبتك تمحو ما قبلها من الإثم، مهما كان عظيمًا؛ فإن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.