الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المرأة في الاستنجاء هو غسل الفرج الظاهر، وهو ما يظهر عند قعودها لحاجتها، فإذا غسلت هذا الموضع فحسب، ولم توصلي الماء إلى باطن الفرج، فليس ثم إشكال، وإذا كنت تستنجين باستعمال كمية قليلة من الماء -كما تذكرين- فالذي يظهر أنك لا توصلين الماء إلى باطن الفرج.
وظنك أن الماء يصل إلى باطن الفرج ثم يخرج منه، مجرد وهم ووسوسة، فدعي عنك الوساوس ولا تبالي بها، ولا تعيريها اهتماما، والماء المتبقي في ظاهر الفرج بعد تطهير النجاسة، محكوم بطهارته؛ لأنه منفصل عن النجاسة بعد إزالتها، فخروجه إلى الثياب لا أثر له، ولا يوجب تبديلها، وإذا شككت هل وصل الماء إلى باطن الفرج أو لم يصل، فالأصل عدم وصوله، فابني على هذا الأصل واستصحبيه، ولا تبالي بما يعرض لك من الوساوس في هذا الباب؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وقد يكون ما تجدينه من الإفرازات العادية المعروفة برطوبات الفرج وهي طاهرة، وانظري الفتوى رقم: 110928.
والله أعلم.