الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعامي يقلد من يثق بعلمه وورعه من العلماء، وإذا سأل عالما يثق به، عمل بفتواه، بغض النظر عن إمكانية رجوعه عن قوله ذاك من عدمه، فإنه متعبد الآن بما يفتيه به هذا العالم الثقة، وهذا هو ما كلف الله به عباده، وهو داخل في وسعهم بلا شك. فإنهم لم يكلفوا ما لا يطيقون من النظر والاستدلال مع عجزهم عنه، وإنه كفى من كان عاميا أن يقلد العالم الثقة، ويعمل بفتواه تحليلا أو تحريما، وتبرأ ذمته بذلك أمام الله تعالى؛ لأنه فعل ما يلزمه، كما قال جل اسمه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}،{الأنبياء:7}.
والله أعلم.