الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن بينا حكم زواج المرأة من رجل مخالف لها في الاعتقاد، وفصلنا القول في ذلك بالفتوى رقم: 49283. ومحادثة المرأة للرجل الأجنبي كلاما أو كتابة، وإن كانت جائزة في أصلها، إلا أنها قد تكون مدخلا للشيطان، وسببا من أسباب الفتنة، فينبغي للمؤمنة أن تجتنب ذلك.
وبدلا من محاورتك هذا الشاب يمكنك أن تسلطي عليه من يبين له الحق، ويوضح له الحجة، فإن يسر الله له الهداية، وقدر له أن يتزوجك فذاك، وإلا فليذهب كل منكما في سبيله، واقطعي كل علاقة لك معه، فلا يجوز للمسلمة أن تكون على علاقة عاطفية بأجنبي عنها؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 30003.
ولمعرفة حكم الحب قبل الزواج انظري الفتوى رقم: 33115.
وننبه في الختام إلى أن الزواج الذي تكون وسيلته التعارف من خلال وسائل التواصل يغلب أن يكون مصيره الفشل؛ لأنه قد لا يتيسر سبيل لمعرفة حقيقة الشخص ممن يعرفه من ثقات الناس؛ ولأنه قد يكثر التصنع، وإبداء الطيبة والوجه الحسن، وبعد أن يتم الزواج يظهر بوجه مغاير وتكون المفاجأة، ويكون الندم حيث لا ينفع الندم. فالأولى الحذر من ذلك.
والله أعلم.