الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك قد أساء عشرتك، فهو مخطئ، ومخالف للتوجيه الرباني في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وهذا الأمر -نعني حسن العشرة- مطلوب من كل من الزوجين تجاه الآخر، فيلين له الجانب، ويحسن معاملته، ويؤدي إليه حقه عليه، ولمعرفة الحقوق بين الزوجين راجعي الفتوى رقم: 27662.
وهذه الأعراض التي ذكرت أنها تنتابك، وشعورك بالتعب أثناء القراءة، مما يغلب الظن بأنه بسبب نوع من السحر ونحوه، ومن أفضل العلاج الرقية الشرعية، وراجعي فيها الفتوى رقم: 4310.
والإصابة بالسحر لا يسقط معها التكليف، إلا إذا وصل هذا السحر بصاحبه إلى حال لا يعي فيها تصرفاته، ومن خلال ما ذكرت من حالك فإنك لم تصلي إلى هذا الحد بدليل قولك:( فلم أخبره بأمر زواجي، وبعد مدة طلب مني الزواج، ولم أخبره أيضاً خوفاً من أن يتركني .. بل على العكس جعلته ينتظر ذلك ..) فهذا يعني أنك لم تفقدي الاختيار والإرادة، فالواجب عليك التوبة إلى الله، وشروط التوبة بيناها في الفتوى رقم: 5450.
وليس لهذا الشاب حق عليك، ولم تكوني ظالمة له، بل هو من ظلم نفسه، وجنى عليها حين تمادى معك في هذه العلاقة المحرمة، فلا تشغلي نفسك بأمره، بل أحسني فيما يستقبل من الزمان وتناسي الماضي.
ولا يبعد أن يكون للناحية النفسية أثر فيما حصل، فالمرأة إذا فقدت الشعور العاطفي من زوجها، ربما بحثت عنه عند غيره ممن قد يشبع لها هذا الجانب، فتقع فريسة لشياطين الإنس والجن.
وننصح بالإصلاح بينك وبين زوجك ما أمكن، فهو من أقربائك كما ذكرت، ولكن إن لم يكن من سبيل للإمساك بالمعروف، فليكن الفراق بإحسان، فالطلاق قد تترجح مصلحته أحيانا.
قال ابن قدامة في المغني: فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين، فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة، وضررًا مجردًا، بإلزام الزوج النفقة، والسكنى، وحبس المرأة مع سوء العشرة، والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح، لتزول المفسدة الحاصلة منه. اهـ.
والله أعلم.