الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الكلام صحيح، فإن الصغير ذا الخلق الحسن، يحترمه الناس، ويبجلونه لخلقه الكريم، كما أن الكبير سيئ الخلق، هو الذي أهان نفسه ودساها بسوء خلقه.
وأما الكبير حسن الخلق، فقد أوجب لنفسه الاحترام من جهتين: جهة سنه الذي أمر الشرع بتوقيره لأجله، وحث عليه، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا. أخرجه الترمذي.
فاحترام الكبير مأمور به في الشرع، وهو يزيد بأخلاقه الحسنة، كما أنه يتغاضى له عن بعض الهفوات ما لا يتغاضى للصغير لأجل كبر سنه.
فإذا أساء أو فعل ما يشين، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر بلين ورفق، وبطريقة تتناسب مع حرمة سنه، فالمسلم مأمور باحترام ذي الخلق والدين صغيرًا كان أو كبيرًا، ومأمور باحترام كبير السن، وخاصة إذا كان ذا دين وخلق، ولا تنافي بين الأمرين، فالمسلم يقوم بما وجب عليه تجاه كل المسلمين، وبعض الكبار سنًّا قد لا يراعي حرمة سنه، فيهتك هو حرمة نفسه، ويجرئ السفهاء عليه بما يأتيه من القبائح، فهذا ينهى عن المنكرات، ويذكر له أن سنه الكبير يستوجب منه رعاية حرمته، والتأهب لما هو قادم عليه من لقاء ربه، ونحو ذلك.
والحاصل: أن لكل مقام مقالًا، والمسلم الموفق يضع كل شيء في موضعه، ويمتثل أمر الله وشرعه مع كل أحد.
والله أعلم.