الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك التوبة إلى الله تعالى، وصيامك، وصلاتك، وعظيم أن يكون مثلك يبحث عما يرضي الله تعالى، فهذا مما يفرح به المؤمنون، ويبعث الأمل الواعد في جيل هذه الأمة الصاعد، نسأل الله لنا ولك ولكل شباب هذه الأمة الإسلامية التوفيق والسداد والهداية والاستقامة حتى ننال رضى الله الذي لا سخط بعده.
ثم اعلم يقينا أن من سعى بصدق وإخلاص لرضوان الله تعالى ناله - لا محالة - وكيف لا؟ والله تعالى يقول في الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة.
فعليك أولا: بصدق التوجه إلى الله تعالى، وإخلاص النية والقصد له سبحانه، والأخذ بالأسباب الموصلة إلى رضوان الله تعالى، وللتعرف على تلك الأسباب راجع الفتاوى التالية أرقامها: 298537 // 20666 // 74127 . ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 74130.
وعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وتحرص على أداء الفرائض خاصة الصلاة في وقتها، وإياك وإخراج الصلاة عن وقتها، فإنه إثم عظيم، وذنب جسيم، وانظر الفتوى رقم: 130853، والصلاة في المسجد من أفضل الأعمال وأعظم القربات، وهي من أعظم أسباب زيادة الإيمان، فعليك أن تحرص على أداء صلاتك في وقتها، وتبرأ ذمتك بفعلها في أي جزء من أجزاء الوقت، واحرص على أدائها في جماعة، ولو مع بعض أهلك ما لم تكن معذورا، فتسقط عنك الجماعة، ولبيان بعض ما يبيح ترك الجماعة انظر الفتوى رقم: 142417، ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 128394.
وأما مشاهدة المسلسلات المشتملة على المنكرات؛ كالموسيقى أو تبرج النساء ونحو ذلك، فهي محرمة يجب عليك أن تتوب إلى الله منها، واحرص على أسباب زيادة الإيمان من لزوم ذكر الله تعالى، والاجتهاد في دعائه، وتخير الصحبة الصالحة التي تعينك على الخير، وتأخذ بيدك إليه، والله يوفقك لما فيه رضاه.
والله أعلم.