الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمحادثة المرأة للرجل من خلال غرف الدردشة أمر منكر، ففي هذا التصرف خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:{ لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ }: بترك سنته وارتكاب معصيته. اهـ
ويكفي أن يكون هذا زاجرا لك عن هذا الفعل، لا أن يكون همك السؤال عما إن كان هذا خيانة للخاطب أم لا، وهو لا يزال أجنبيا عنك، فليس بينك وبينه عصمة حتى يتعلق بك حق عليه.
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة، وترك هذه الدردشة، وإلا فقد يجر التساهل فيها إلى أمور لا تحمد عقباها.
وراجعي شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450.
وننبه في الختام إلى أهمية ضبط المصطلحات، فوصف قيام المخطوبة بمحادثة الأجانب ونحو ذلك بالخيانة للخاطب وصف غير سائغ، فقد يوهم أن هذه الأفعال المحرمة إنما تستبشع من حيث كونها خيانة للخاطب، وذلك مفهوم مخالف للشرع، وانظري الفتوى رقم: 15726.
والله أعلم.