الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الزواج صحيح، ولا يؤثر على صحته مجرد ما ذكرت من أنك تلفظت بالإيجاب من غير استحضار للنية، فالزواج لا تشترط له النية اشتراطها في العبادات، ولذلك يصح مع الهزل.
جاء في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة.
ثم إن النية محلها القلب، وهي حاصلة فيما أنتم فيه، فإنك لم تأت لمجلس العقد إلا لأنك تريد أن تتولى تزويج أمك، ولأجل هذا لقنك المأذون الإيجاب؛ لكونه يعلم أنك وليها. فهذه وساوس وخواطر، لا تلتفت إليها.
واعلم أن الإعراض عن الوساوس، من أفضل ما يمكن أن يعين في الشفاء منها، بالإضافة إلى ذكر الله والرقية الشرعية، وانظر الفتوى رقم: 3086. يسر الله تعالى لك العافية من كل بلاء.
والله أعلم.