الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهدي زوجتك الصراط المستقيم، وأن يوفقها إلى التوبة النصوح، ونوصيك بكثرة الدعاء لها، فالله تبارك وتعالى قادر على أن يصلح شأنها، فهو على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، وقد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة؛ فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 119608، ففيها بيان آداب وشروط، وأسباب إجابة الدعاء.
وما ذكرت من كسلها عن صلاة الفجر، إن كان المقصود به أنها تخرجها عن وقتها، فتصليها بعد طلوع الشمس لغير عذر، فهذا من أخطر منكراتها التي ذكرتها عنها، وراجع الفتوى رقم: 26842.
وإن كان المقصود أنها تصليها في وقتها، ولكنها تؤخرها عن أول الوقت، فلا حرج عليها في ذلك. وعلى تقدير تفريطها وإخراجها الصلاة عن وقتها، فانصحها بهذا الخصوص، وذكرها بالله تعالى، وبأهمية المحافظة على صلاة الفجر في وقتها، وما ورد في ذلك من نصوص الترغيب والترهيب، فلعلها تتوب ويصلح حالها، وانظر الفتوى رقم: 322204، ورقم: 46334.
وإن كان الحال ما ذكرت من كونها تتعالى وترفع صوتها عليك، فهذا يعتبر نشوزا، والنشوز له علاجه الذي بينه رب العالمين في كتابه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 1103.
واعلم أن من أعظم ما يعينك على إصلاحها، أن ترى منك استقامة وحسن خلق، تتحلى عندها بالصبر والحلم، عنده قد تنتفع بما يكون منك من نصح وتوجيه لها، فالقدوة من أعظم عوامل الإصلاح.
فاجتهد في إصلاح زوجك، وأمرها بالطاعة، ورغبها في الخير، ولا تيأس أبدا في محاولة إصلاحها، ولا ننصحك بطلاقها للأسباب التي ذكرت، فطلاق مثلها تترتب عليه مفاسد كبيرة، وآثار سيئة. وانظر الفتوى رقم: 331651. للفائدة.
والله أعلم.