الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن زوجتك جملة من الشرور والمنكرات، وهي بذلك عاصية لربها ومفرطة في حق زوجها، ولا شك في أنك مسؤول عنها يجب عليك العمل على صيانتها من الفتن وأسبابها بمقتضى ما جعل الله عز وجل لك من القوامة عليها، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}، قال السعدي في تفسيره: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. اهـ. وثبت في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته.
وما ذكرت عنها من أمور كاف في الدلالة على نشوزها، وقد بين الشرع الحكيم كيفية علاج النشوز، وهو مذكور في فتوانا رقم: 1103، فاحرص على اتباع هذه الخطوات، والحزم مع زوجتك، وعدم الالتفات إلى ما تلقي به أمها من خواطر سيئة، وتحريض على الفسق والتهتك، وما تحاول به التأثير عليك أو على ابنتها، فإنها بذلك مفسدة لحياتكما الزوجية. وإن أمكنك أن توسط في الأمر العقلاء من أهلها كأعمامها مثلا ليتسلطوا عليها وعلى أبيها ويحولوا دون التأثير السلبي لأمها فافعل.
وفي نهاية الأمر إن لم تُجْدِ معها مساعي الإصلاح، فلا خير لك في إبقاء مثلها في عصمتك، فمثلها يستحب فراقها، وإن رأيت الصبر عليها لأجل مصلحة الأولاد فلك ذلك، وانظر الفتوى رقم: 331651. ولو قدر أن طلقتها ففسقها يمنع من استحقاقها حضانة الأولاد، فاجتهد في أن تحول بينها وبين نيل حق حضانتهم، فإن عجزت فاجتهد في تعاهدهم بالعناية والرعاية وحسن التوجيه. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 242302.
وننبه إلى أنه من الأهمية بمكان أن يشبع الزوج المشاعر العاطفية لزوجته، وليفعل ذلك ولو تكلفا لتقوى العشرة ويكتسب مودتها. ولتراجع الفتوى رقم: 32384.
والله أعلم.