الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالاستقامة، ورزقك التوبة إليه، ثم اعلمي -بارك الله فيك- أن الوساوس لا علاج لها سوى تجاهلها والإعراض عنها، وانظري الفتوى رقم: 134196.
وأما توبتك؛ فإنها صحيحة مقبولة إن شاء الله، فأحسني ظنك بربك تبارك وتعالى، وأقبلي عليه واجتهدي في طاعته، ولا داعي لكره الدراسة أو تركها، فإنه لا مانع من الجمع بين الاستقامة على الشرع، وتنفيذ أوامر الله تعالى، وبين التفوق الدراسي والاجتهاد في المذاكرة.
وأما تلك الصور، فلا نرى مسوغا يمنعك من طلب حذفها من تلك الفتاة، فافعلي ما يلزمك من ذلك، وإن كنت لا تحبينها، أو سخر منك قرابتك أو غير ذلك، فعليك أن تطلبي منها حذف تلك الصور لتكمل توبتك، وهذا هو ما تقدرين عليه، وليس عليك أكثر من ذلك.
وأما إقامتك في أوروبا، فإن كنت تقدرين على إقامة دينك، وامتثال أوامر ربك تعالى، فلا إثم عليك فيها.
وأما توبتك فصحيحة -إن شاء الله- كما ذكرنا، ولا داعي للوسوسة في صحتها.
وأما ما يعرض لك من الأفكار حول كون التبرج مانعا من النجاح ونحو ذلك، فإن لمعصية الله أثرا في حرمان التوفيق بلا شك. فالزمي طاعة الله تعالى، وحافظي على الفرائض، وأكثري من النوافل، وجاهدي نفسك على التوبة من جميع الذنوب.
واصحبي أهل الخير ومن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، واتركي الوساوس ولا تعبئي بها، ولا تعيريها اهتماما؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.