الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الشعور الذي يملأ قلبك بالألم والحسرة، نتيجة البعد عن الله تعالى، دليل على أن فيك خيرا كثيرا، وأنك تحب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأبشر وأحسن ظنك بربك تعالى.
وأما الوساوس فجاهدها ولا تسترسل معها؛ فإن استرسالك معها يفضي إلى شر عظيم، ولا تضرك هذه الوساوس ما دمت كارها لها، نافرا منها. وأما الميول الشاذة عندك، فجاهدها، واسع في التخلص منها بتذكر منافاتها للفطرة السليمة، وسخط الله على من يستجيب لداعيها.
وأما الرياء، فاحذره وخف الوقوع فيه، لكن إياك أن تترك العمل خوف الرياء؛ فإن هذا من المزالق التي يصيد بها الشيطان العباد، فيجعلهم يتركون الطاعة خوف الرياء، والصواب أن تطيع وتخلص.
وأما مجالس العلم، فليس لأبيك منعك منها، فاحضرها، ودار أباك بأن تُعرِّض له بالقول، فتقول: إنك كنت مع بعض أصدقائك ونحو ذلك.
وأما من لا يصلون في بيتك، فعليك أن تدعوهم إلى الله تعالى، وتنبههم على خطر ما هم مقيمون عليه من المعصية العظيمة.
واعلم أن الدعوة إلى الله من أعظم ما يزيد الإيمان في القلب، وعليك أن تكثر من الدعاء، وتلهج به؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. واصحب أهل الخير والصلاح الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، وأكثر من ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه، وجاهد نفسك على فعل الفرائض والإكثار من النوافل، فإنه وإن شقت عليك المجاهدة أولا، فسرعان ما ستتحول الطاعة إلى شيء تلتذ به، ولا تستطيع الاستغناء عنه. وانظر الفتوى رقم: 139680.
نسأل الله لك التوفيق والإعانة.
والله أعلم.