الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بينا في فتاوى سابقة أن الصحيح من أقوال أهل العلم وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت إن أهداها الحي له.
ولكن قراءة القرآن على القبر وخاصة حال دفن الجنازة أمر غير مشروع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله هو ولا أحد من خلفائه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
27265 فلتراجع.
وأما الدعاء للميت بعد دفنه فإنه مشروع في الجملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد دفن جنازة:
استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت فإنه الآن يُسأل.
ولكن ليس في الحديث ما يدل على أن هذا الدعاء كان جماعياً، بل ظاهر الحديث على خلاف ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالدعاء، ولم يقل سأدعو لأخيكم فأمنوا، فمن كان حريصاً على أن يتقبل الله عز وجل منه العمل، فعليه باتباع السنة، فإن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه موافقاً لشرعه.
وأما مسح الوجه بعد الدعاء فمسألة خلافية بين العلماء، منهم من استحبه ومنهم من منعه، والأمر واسع في ذلك وإن كنا نرجح من باب الورع عدم المسح، لأن الحديث الوارد في المسح لا يخلو من كلام، ولعدم اشتهار ذلك عند السلف.
والله أعلم.