الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمثل هذا المال كان يجب إرجاعه إلى الطالبات، وعدم التهاون في ذلك، والتواني عنه! وما دام ذلك قد حصل بالفعل، وتقادم عهده، حتى نسيت السائلة كم كان المبلغ؟ وأصبح تواصلها مع من تتذكرهن من الطالبات صعبًا للغاية، والباقيات لا تتذكرهن إطلاقًا! فعليها مع توبتها واستغفارها أن تجتهد في تقدير هذا المبلغ، وتتصدق به عن صاحباته، قال الغزالي في كتاب (منهاج العابدين) في بيان كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس: هذا أشكل وأصعب. وهي أقسام، قد تكون في المال، أو في النفس، أو في العرض، أو في الحرمة، أو الدين: فما كان في المال، فيجب أن ترده عليه -إن أمكنك-، فإن عجزت عن ذلك لعدم أو فقر؛ فتستحلّ منه، وإن عجزت عن ذلك لغيبة الرجل أو موته، وأمكن التّصَدُّقُ عنه؛ فافعل، فإن لم يمكن؛ فعليك بتكثير حسناتك، والرجوع إلى الله تعالى بالتضرّع والابتهال إليه أن يرضيه عنك يوم القيامة. اهـ.
والله أعلم.