الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يعينك على التخلص من هذا الفعل الذميم أن تستحضر اطلاع الله عليك، وإحاطته بك، وعلمه بمثاقيل الذر من عملك، فتستحيي منه سبحانه أن ينظر إليك وأنت على هذه المعصية وتلك المخالفة.
وتفكر في أسمائه سبحانه وصفاته، واستحضر أنه شديد العقاب لمن خالف أمره.
ويعينك على التوبة كذلك أن تتفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، وأنك موقوف غدا بين يدي الله تعالى فسائلك عن القليل والكثير، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فيوجب لك ذلك كراهة أن تفتضح على رؤوس الناس يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ويعينك على التوبة من هذا الفعل كذلك الإكثار من الصيام كسرا لحدة الشهوة، والاجتهاد في دعاء الله تعالى أن يثبتك على التوبة والاستقامة؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وشغل النفس بالنافع من الأقوال والأفعال، وعدم الخلوة بنفسك في أكثر الأحوال لئلا تجرك نفسك لمواقعة هذا الفعل، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الشهوة ويهيج الغريزة، وصحبة أهل الخير والصلاح الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، والإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن؛ فإنه من أعظم أسباب صلاح القلب.
وأما ترك الصلاة فاحذره؛ فإنه من أعظم الموبقات وأكبر المهلكات. وانظر الفتوى رقم: 130853.
والله أعلم.