الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم يأت في الشرع -فيما نعلم- أسئلة معينة توجه للمرأة التي يراد خطبتها، ولا بأس بأن يسأل الخاطب عما يحتاج إلى معرفته، سواء فيما يتعلق بسنها، أم مستواها التعليمي، أم غير ذلك، ويحسن التركيز عند الخطبة على أمر النظر، وترك الأمور الأخرى ليسأل عنها الثقات ممن يعرفونها من الأهل، أو الجيران، أو غيرهم، وقد جاءت النصوص النبوية مركزة على أمر النظر، وراجع في أحكامه الفتوى رقم: 241075.
وقد جاء في أمر سؤال الثقات ما رواه مسلم عن فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- أنها جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن معاوية بن أبى سفيان، وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أبو جهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية، فصعلوك لا مال له. انكحي أسامة بن زيد». فكرهته، ثم قال: «انكحي أسامة». فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا، واغتبطت به.
قد أحسنت بحرصك على الزواج من فتاة متدينة، ففي ذلك مراعاة للهدي النبوي، واتباع للشرع، وهو مما يرجى أن تتحقق به السعادة في الحياة الزوجية، ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
وننبهك في الختام على أهمية الاستخارة في الزواج، وفي أمورك المباحة كلها، وانظر بخصوصها الفتوى رقم: 19333، والفتوى رقم: 123457.
وفقك الله إلى كل خير، ويسر أمورك.
والله أعلم.