الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأب هو الأولى بتزويج ابنته، كما سبق أن بينا عند الكلام عن ترتيب الأولياء في النكاح، فراجع الفتوى رقم: 22277.
وفسق أبيها لا يسقط عنه ولايته على ابنته؛ فالراجح من كلام أهل العلم أن العدالة ليست شرطا في ولاية النكاح، كما هو موضح في الفتوى رقم: 113290.
ولا يجوز لوليها الأبعد -وهو أخوها- تزويجها مع وجود الولي الأقرب، إلا أن يثبت ما يقتضي سقوط ولايته كعضله لها، والغالب في الأب شفقته على ابنته، وحرصه على ما فيه مصلحتها، ورفضه لكونه لا يريد أن تكون ابنته بعيدة عنه أمر له اعتباره.
وأما الدراسة أو العمل بعدها، فليس له الحق في الرفض بسببه، فذلك كله ليس بمانع شرعا ولا عادة من الزواج.
وعلى كل، فلا بأس بأن تحاولوا إقناعه للموافقة على تزويجها، فإن وافق، فالحمد لله -وهو المطلوب- وإلا فابحث عن غيرها فالنساء كثير، وفوض في ذلك أمرك إلى الله، وسله أن يقدر لك الخير، فأنت لا تدري أين الخير، قال الله سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.