الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما رأته هذه الفتاة في منامها، يمكن أن يكون له علاقة بالاستخارة، وقد لا يكون كذلك، ومن هنا لا ينبغي التعويل على الرؤيا. وإنما يمضي المستخير فيما استخار فيه، فما تيسر له يرجى أن يكون له فيه الخير بإذن الله، وتراجع الفتوى رقم: 160347، ورقم: 123457.
ولا يتعين عليها أن تستخير فيك أنت فقط، بل لها أن تستخير في أي منكما، أو أن تستخير فيكما معا، فيجوز في الصلاة الواحدة الاستخارة لأكثر من أمر، كما بينا في الفتوى رقم: 197937.
ونضيف هنا كلاما للشيخ ابن جبرين، فقد سئل هل يستخار لأكثر من أمر في صلاة واحدة؟
فأجاب: يجوز ذلك، وتجعل الصلاة وسيلة للدعاء بعدها، فلا مانع من كون الاستخارة بعد الصلاة في حاجتين أو أكثر، فيقول في الدعاء بعد المقدمة: اللهم إن كانت الحاجة الفلانية، والحاجة الفلانية خيرا لي، ويقول: فيسرهما... إلخ. اهـ.
وليس لوليها الحق في إجبارها على الزواج ممن لا ترغب فيه، فهذه الحياة الزوجية حياتها هي، تعيش حلوها ومرها، وانظر الفتوى رقم: 116269.
وعليها أن تضع في المقام الأول أمر الدين، فالرجل الدَّيِّن أرجى لأن يعرف لزوجته حقها فتسعد معه، روى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
وفي نهاية المطاف إن تيسر لك الزواج منها، فذاك، وإلا فاقطع كل علاقة لك بها، فالعلاقة العاطفية خارج إطار الزواج الصحيح لا تجوز، وهي وسلة لكثير من الفتنة والفساد، وانظر الفتويين: 4220، 30003.
والله أعلم.