الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل أحد أبصر بنفسه، وبحاله مع ربه تعالى، فإذا غلت مراجل الخوف في قلبك، واضطرمت فيه نار الحزن على التفريط في جنب الله تعالى، فأثَّر عليك ذلك حتى ذرفت عيناك الدمع؛ فقد بكيت من خشية الله تعالى.
والذي ينبغي السؤال عنه هو كيفية تحصيل ذلك، والوسائل المعينة عليه، وذلك كائن بإذن الله بالاجتهاد في الدعاء، وإدمان الفكرة في عيوب النفس وتفريطها، وتقصيرها في حقوق الله تعالى، واستشعار عظمته سبحانه، وأنه أهل لأن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، فمن استحضر عظمة الله وما يستحقه سبحانه من الإجلال والمهابة والخوف، ثم استحضر ما هو مقيم عليه من التفريط، أو شك أن تفيض عيناه خوفا ووجلا، وحياء من الله سبحانه.
والله أعلم.