الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتناسق حاصل في الآية بين بدئها وختامها بتكرار الفعل شهد، قال ابن عاشور: وجيء بفعل "يشهد" في الإخبار عن تكذيب الله تعالى إياهم للمشاكلة، حتى يكون إبطال خبرهم مساوياً لإخبارهم.
وجملة: (والله يعلم إنك لرسوله) جملة معترضة لدفع إيهام من يسمع جملة (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) أنه تكذيب لجملة (إنك لرسول الله)، فإن المسلمين كانوا يومئذٍ محفوفين بفئام من المنافقين مبثوثين بينهم هجِّيراهم فتنة المسلمين، فكان المقام مقتضياً دفع الإيهام. وإنما قال سبحانه (والله يعلم إنك لرسوله) ولم يقل (والله يشهد..) إشارة إلى أن المنافقين لم يقولوا "نشهد إنك لرسول الله" عن علمٍ واعتقاد بأحقية الرسالة.
هذا خلاصة ما ذكره عدد كبير من المفسرين، منهم ابن كثير، والبغوي، والقرطبي، والألوسي، والبيضاوي، وابن عاشور، والشنقيطي، والصابوني.
والله أعلم.