الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد وصف الله تعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، بأنه رؤوف رحيم، وأخذ منه العلماء تسميته عليه الصلاة والسلام بهذين الاسمين: "رؤوف، رحيم".
وقد ذكر ابن الجوزي في زاد المسير، عن ابن عباس في قوله تعالى: بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ {التوبة:128}، قال ابن عباس: سماه باسمين من أسمائه.
أما تسميته بذلك معرفًا بالألف واللام، فإنه لم يرد تسميته به -فيما نعلم- في القرآن، ولا في السنة، وقد ذكر بعض العلماء أن اسمي "الرؤوف" "الرحيم" بالتعريف، لا يطلق إلا على الله، كما قال المناوي في شرح الشفا: وأما بصيغة التعريف، فالظاهر أنه لا يجوز إطلاقهما على غيره سبحانه .. اهـ.
وقال ابن القيم في تحفة المولود: وَأما الْأَسْمَاء الَّتِي تطلق عَلَيْهِ، وعَلى غَيره، كالسميع، والبصير، والرؤوف، والرحيم، فَيجوز أَن يخبر بمعانيها عَن الْمَخْلُوق، وَلَا يجوز أَن يتسمى بهَا على الْإِطْلَاق، بِحَيْثُ يُطلق عَلَيْهِ كَمَا يُطلق على الرب تَعَالَى. اهـ.
والله تعالى أعلم.