الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير، ورغبة فيه، ثم اعلمي -وفقك الله- أن من أهم أسباب زيادة الإيمان: مجاهدة النفس.
فعليك أن تجاهدي نفسك، لتفعلي ما كنت تفعلينه من الخير من قبل، وتزيدي عليه، فاحملي عليها حملة صادقة، وأشعريها قرب الموت ودنو الأجل، وتفكري في الموقف بين يدي الله تعالى، وفي الجنة وما أعد لأهلها، وفي النار وما أعد لأهلها؛ فإن ذلك كله يوقظ همتك، ويشعل جذوة عزيمتك، فتنهضين لفعل الخير، وتأدية الحق طواعية لا كرها.
وقد وعد الله من جاهد نفسه فيه بالتوفيق والإعانة، فقال جل اسمه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}. وستجدين بعد ذلك لذة تلك العبادة، وتهون عليك بحيث تتألمين بفراقها، وترتاحين بفعلها، لكن هذا يحتاج إلى صبر ومجاهدة، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 139680.
ومن أهم أسباب زيادة الإيمان: صحبة الأخيار، وتجنب صحبة الأشرار، فاصحبي الصالحات من أخواتك اللاتي تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى، ويأخذن بيدك إلى الخير، فيذكرنك إذا نسيت، وينبهنك إذا غفلت.
ومن الأسباب المعينة على ذلك أيضا: إدمان قراءة القرآن بالتفكر والتدبر، ففيه الهداية لكل خير، والدلالة على ما فيه صلاح العبد في دنياه وأخراه.
ومن أسباب ذلك قراءة سير الصالحين وأخبارهم، ومعرفة مدى اجتهادهم في طاعة الله تعالى، وإقبالهم على عبادته، فيهيج ذلك الشخص على التشبه بهم، والتأسي بأخلاقهم، وانظري كتاب علو الهمة للشيخ محمد إسماعيل المقدم.
ومن أهم الأسباب المعينة على زيادة الإيمان والاجتهاد في الطاعة: دعاء الله تبارك وتعالى، والابتهال إليه، والضراعة له سبحانه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء.
والله المسؤول أن يزيدنا وإياك هدى وإيمانا.
والله أعلم.