الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أم زوجك تدخل إلى غرفة نومك من غير إذن منك، فلا شك في أنها قد أخطأت بهذا التصرف، فاحترام خصوصيات الآخرين أمر مطلوب شرعا، كما سبق وأن أوضحنا في الفتويين: 75400، 101188. وأم الزوج تُحتَرم إكراما للزوج، ولكن لا ينبغي لها أن تستغل ذلك في إيذاء زوجة الابن بأي نوع من الأذى.
وإننا نوصي أولا بالصبر عليها، والدعاء لها بأن يرزقها الله تعالى الرشد والصواب. ومن حقك أن تتفاهمي مع زوجك في هذا الأمر، وليكن ذلك بالحكمة حذرا من أن يتفاقم الأمر، ويكون شقاق بينك وبين زوجك، ويكون بعده الفراق وتشتت الأسرة.
ومن حقك أيضا إغلاق باب الغرفة حتى لا تتمكن أم زوجك من الدخول فيها، ولكن إن خشيت أن يترتب على ذلك ضرر أكبر، فالأولى الإعراض عن هذا الفعل، واحرصي - حينئذ - على إخفاء الأشياء الخاصة بك، والتي لا تحبين اطلاعها عليها في الخزينة التي تحفظين فيها أغراضك حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا.
وينبغي لأم زوجك أن تكون عونا لك في الخدمة، خاصة وأنك مريضة، لا أن تكون عالة عليك، وفي حكم خدمة المرأة ضيوف زوجها خلاف أوضحناه في الفتوى رقم: 181879، وعلى تقدير القول بالوجوب فإن التكليف منوط بالقدرة كما يقول العلماء، قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}.
وقد أحسنت بانشغالك بالاستغفار عند حصول ما يقتضي ضيق النفس، واستمري على هذا الاستغفار وذكر العلي الغفار، فهذا من خير ما يتسلى به، وهو يبعث الطمأنينة في النفس، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
والله أعلم.