الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أنزل الله القرآن لتدبره، والعمل به، والتخلق بأخلاقه، واتباع توجيهاته، وتصديق وعده ووعيده، قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]، وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4].
ومعرفتك لتطبيق القرآن والعمل به مهمة تتطلب منك طلب العلم، والإكثار من تلاوة القرآن، والاهتمام بحفظه، وقراءة التفسير، وفهم المعاني لأجل تطبيقها في كل حياتك، وراجع الفتاوى التالية: 51391، 131371، 201529، 271798، 311248.
أما بخصوص تقوية الإيمان فمن أهم ما يعين على ذلك:
- لزوم الإحسان، وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.
- وعليك بالخشوع عند قراءة القرآن، والتأثر، والبكاء أو التباكي.
- وعليك بالصدق، والإخلاص، بأن تصدق في نيتك، وفي إخلاصك في تلاوة كتاب ربك تبارك وتعالى، فلا تقصد به الناس، ولا ثناءهم، ولا مدحهم.
- وبأن تتدبر ما تقرأ، وأن تقف مع عجائب القرآن، ومع وعده ووعيده، وأن تستحضر أن الذي تكلم به حقيقة هو رب العالمين، وخالق الخلق أجمعين -سُبحَانَهُ وَتَعَالى-.
والله أعلم.