الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هنالك ريبة في تعامل أبيك مع زوجة أخيك، فلا شك في أن هذا الوضع غير طبيعي، وهو يدل على فساد فطرة أبيك، فاللائق بمثله أن يكون حاميا لعرض ابنه، لا أن يكون عاديا عليه، فهو بهذا لا يخشى ربه، ولا يستحي من خلقه، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت .
قال المناوي في فيض القدير: (فاصنع ما شئت) أمر بمعنى الخبر أي إذا لم تخش من العار عملت ما شئت لم يردعك عن مواقعة المحرمات رادع، وسيكافئك الله على فعلك، ويجازيك على عدم مبالاتك بما حرمه عليك، وهذا توبيخ شديد... اهـ.
والحاصل هو أن أباك بهذا الحال على منكر عظيم، وكذلك الأمر بالنسبة لزوجة أخيك إن كانت تلبس الملابس الضيقة عنده، وإن كان تعاملها معه يدعو إلى الريبة، أو كانت تخرج من البيت بغير حجاب، فهي أيضا على منكر عظيم، يجب على من اطلع منهما على ذلك أن يبذل النصح لهما، وليكن ذلك بالرفق والحسنى، ويتأكد مثل هذا - نعني الرفق - في حق الأب، فالإنكار عليه ليس كالإنكار على غيره، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 134356. فإن انتهيا فالحمد لله، وإلا فيمكن تهديدهما بإخبار الزوج، فإن كان ذلك زاجرا لهما فبها ونعمت، وإلا وجب إخباره، ويكتفى بالتلميح له إذا أغنى عن التصريح.
والله أعلم.