الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قادرة على المطالبة بحقّك في النفقة بالمعروف، ولكنك راضية بهذه الحال، فهذا صبر محمود، تؤجرين عليه.
وأمّا إن كنت غير راضية، ولكنك غير قادرة على المطالبة بحقّك، فهذا ليس من الصبر المحمود، ولكنه عجز وضعف.
واعلمي أنّ من حقّك إذا كان زوجك بخيلًا، لا ينفق عليك بالمعروف، أن تأخذي من ماله دون علمه ما يكفيك بالمعروف.
فإن لم تقدري على ذلك، فلك رفع الأمر للقاضي؛ ليلزمه بالنفقة بالمعروف، أو يفرق بينكما في حال امتناعه، قال الخرقي -رحمه الله-: وعلى الزوج نفقة امرأته ما لا غناء لها عنه، وكسوتها. فإن منعها ما يجب لها، أو بعضه، وقدرت له على مال، أخذت منه مقدار حاجتها بالمعروف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند حين قالت: إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي، فقال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"، فإن منعها ولم تجد ما تأخذه، واختارت فراقه، فرق الحاكم بينهما. انتهى.
والله أعلم.