الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 280501 حرمة الكعبة وتعظيمها.
وإن كان مقصود السائلة بقولها: "لا أجد قلبي متعلقا بالكعبة .. إلخ " أي على الدوام، وليس المقصود بسبب فتور، أو قرب عهد بها مثلا، فلا شك أن تبلد الإحساس تجاهها، وعدم ميل القلب لمحبتها، لا شك أنه مناف لتعظيم شعائر الله تعالى، ومؤشر خطير على شدة ضعف الإيمان.
وتعظيم شعائر الله تعالى أمر واجب، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَتَعْظِيمُ الشَّعَائِرِ وَاجِبٌ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، وَالتَّقْوَى وَاجِبَةٌ عَلَى الْخَلْقِ ... اهـ.
فمن لم يحب شيئا من شعائر الله، فإنه يكون قد ترك واجبا، وتارك الواجب آثم.
وأما السبيل لتعظيم شعائر الله: فبالاجتهاد في دعاء الله تعالى، وباستحضار ما جعل الله تعالى في تلك الشعائر من الفضائل والبركة.
والله تعالى أعلم.