طريق الإقبال على الله وذوق حلاوة الطاعة

1-3-2018 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب كنت مستقيما على أمر الله، محبا له، مدافعا عنه، متعلما له، وكنت عندما أذنب أندم، ثم أتوب من فوري. وكان قيام الليل هو قرة عيني، وتسليتي آخر اليوم، وقوتي التي أواجه بها الباطل، وليس شيء أحب إلي من الخلوة بالله، وجمع طرق الأحاديث، وتحرير مسائل الفقه.
كنت أكره أن يفوتني شيء من الخير، كنت على خير والحمد لله، ولكني الآن يائس من كل شيء في الدنيا والآخرة، قانط محبط، كلما حاولت أن أرجع إلى ما كنت عليه من خير أفشل، كثرت ذنوبي وعيوبي، وتركت قيام الليل، بل أصبح ثقيلا علي كثيرا، وأنا باختصار يائس من حياتي، وأدعو الله تعالى أن يميتني، وأقول: يا رب أنا لا أنفع لا لدينك، ولا لدنياي، فأمتني حتى لا أزداد شرا، وبعدا عنك، أنا حزين يائس عاجز، أستحي من الناس، ولا أستطيع أن آخذ حقي من الناس، وأمشي وأنا خافض رأسي، وإذا نظر إلي أحد أرتعب، وأنا كسول.
كل هذه المشاعر قتلت إيماني ونفسي، وطاعاتي، وأدخلتنني هذه الحالة، وإن كان عندي يقين بأن هذا كله من الشيطان، ولكن لا أعلم؟ ليست بيدي حيلة، كلما حاولت أن أستعيد إيماني باتخاذ كل سبب ممكن، حتى إني أراقب كل خاطرة حتى لا يؤاخذني الله بها، فيحرمني الطاعة، عجزت.
أريد أن أرجع كما كنت مع الله من حبه، والشوق إليه، فو الله ليس هنالك شيء أشد علي من الابتعاد عنه، مع العلم أني غالبا أول من أدخل المسجد، يعني أني محافظ على صلواتي وواجباتي.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فأنت على خير عظيم، نسأل الله أن يثبتنا وإياك، ويزيدنا وإياك حرصا على الخير، ولا داعي لهذه النبرة المتشائمة في كلامك. فرحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء، وربك تعالى غفور شكور، فهو يغفر الكثير من الزلل، ويقبل اليسير من العمل.

فأحسن ظنك به، وأقبل عليه، واستحضر صفات جماله تعالى من الرحمة والمغفرة، واللطف بعباده، والرأفة بهم، ونحو ذلك. واملأ قلبك من الفكرة في هذه الصفات، حتى يزول عنك اليأس والقنوط والإحباط، ثم انطلق بجد واجتهاد متفائلا، مقبلا على حياتك، عالما أن طول العمر في طاعة الله لا يزيدك إلا خيرا، وتب من ذنوبك، وجاهد نفسك على فعل الخير رويدا رويدا، فابدأ بالقليل الذي تطيقه نفسك وتحتمله، ثم ازدد تدريجيا، وخالط أهل الخير والإيمان، وثق أنك بدوام المجاهدة ستصل إلى فوق ما كنت عليه، وستلتذ بالطاعة، وتكون هي قرة عينك وراحة بالك، وانظر الفتوى رقم: 139680.

واعلم أن هذا الذي يجول في نفسك إنما هو من كيد الشيطان ومكره، بك وإرادته الشر بك، ومحاولته أن يبعدك عن طريق الاستقامة، فلا تمكنه من ذلك، وتعوذ بالله من شره، واجتهد في الدعاء بأن يثبتك الله على دينه، ويصرف قلبك على طاعته ويهديك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

www.islamweb.net