الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يعني على الأمتعة الثقيلة- رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كِرْكِرَةُ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ فِي النَّارِ»، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا.
وليس في الحديث فيما يظهر أنه من أهل النار المخلدين فيها، قال الحافظ في الفتح: وَقَوْلُهُ: هُوَ فِي النَّارِ، أَيْ: يُعَذَّبُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، أَوِ الْمُرَادُ: هُوَ فِي النَّارِ، إِنْ لَمْ يعف الله عَنهُ. اهـ.
وإذا كان كذلك فهو من جملة عصاة المسلمين، ويجري فيه ما يجري في سائر موتى المسلمين من جواز التصدق عنهم، وانتفاعه بالصدقة إن أذن الله تعالى في انتفاعهم بها.
والله تعالى أعلم.