الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب وتاب منها تاب الله عليه، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة تَجُبُّ ما قبلها ولو كان كفراً، فقد دلت على ذلك النصوص القطعية من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما عن لحوق أحد الزوجين بصاحبه في الدرجات التي فوقه، فهناك أدلة تدل على لحوق الأولاد المؤمنين بآبائهم المؤمنين، ولحوق الزوجات بأزواجهن إذا كانوا في درجات أعلى وكذلك الآباء.
قال الله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21].
ونقل
ابن كثير في تفسيره عن
الطبراني حديثاً مرفوعاً قال:
إذا دخل الرجل الجنة سأل الرجل عن أبويه وزوجته وولده فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك، فيقول: يا رب قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به.
ونقل
ابن القيم في حادي الأرواح عن
ابن عباس حديثاً موقوفاً ومرفوعاً قال:
إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده، فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك أو عملك فيقول: يا رب قد عملت لي ولهم، فيؤمر بالإلحاق بهم، ثم تلا ابن عباس: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ.
وعلى هذا.. فإن من فضل الله تعالى على عباده الصالحين وأوليائه المتقين، إذا كانوا في درجات أعلى في الجنة، أن يلحق بهم أقاربهم من الأبناء والآباء والأزواج، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة والتفصيل في الفتوى رقم:
36130، والفتوى رقم:
3102.
والله أعلم.